مرحباً، اسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي، أنا الملك تهارقا بن بعانخي، ملك مملكة كوش، والتي هي الآن السودان ومصر، من أعظم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين، وأشرس مناور عسكري. وُلِدتً في نَبَتَة في العام 722 قبل الميلاد، وخضت حروباً ضخمة مع الأشوريين ولم أكن قد تجاوزت العشرين من العمر. تمثالي الذي يقف أمامكم الآن قد نجا بأعجوبة من تدمير قوات باسامتيك الثاني لنَبَتَة في العام 591 قبل الميلاد، ربما يمكنكم رؤية آثار التدمير واضحة في التمثال، والذي وجده عالم الآثار الأمريكي جورج رايزنر في إحدى الحفرتين بجبل البركل، والتي قام الكهنة بدفنه فيها بالإضافة إلى بعض التماثيل الأخرى. 

أقف أمامكم الآن بطول ثلاثة أمتار بلونٍ أسود بالكامل ومذهّب قليلاً. أعتقد أن من صنع التمثال هم من أمهر نحاتي ذلك العصر. ربما قد يكونوا هم نفسهم من شيّدوا معبد الكوة. صنعوا هذا التمثال من حجر الجرانيت من الشلالات، لكنه وبعد كل هذه السنوات قام الصدأ الأسود بتغطيته كله، عدا الحذاء والأساور والمئزر والتاج والجفون، فهذه كلها مطلية بطلاء ذهبي. وتمت كتابة اسمي على حزام التمثال، وأيضاً على العمود الخلفي له. وهذا التاج الذي في أعلى رأسي كانت تتقدمه أربع ريشات، لكنها حُطِّمت عمداً كما فعلوا مع أنفي، لأنهم يعلمون أن الأنف هي ما تستقبل به الآلهة أنفاس الحياة. 

دمرت قوات باسامتيك الثاني أيضاً أحد ثعابين الكوبرا في التمثال، والذي يرمز إلى السيطرة على مصر، وهو ما قد يُفسّر ارتكابهم لهذا الشيء، إذ أن المصريون خلال الأسرة السادسة والعشرين لم يقبلوا بسيطرة الفراعنة السود. أمسك في يدي لفافة من ورق البردي، الورق الذي تنازل من أجله  أوزويريس للفراعنة عن الحكم. أسفل التمثال، أدوس على تسعة أقواس مكسّرة، تشير هذه الأقواس إلى أعداء مصر، رغم أن أرض السودان يُطلق عليها أرض الأقواس، وفي هذا إشارة لما مثلته هذه الأرض قديماً من قوة. 

والآن دعوني اعرفكم على فترة حكمي وأفراد أسرتي، إبتدأً بتمثال إبني "أتلانيرسا".


مرحباً، اسمحوا لي أن أعرفكم بنفسي، أنا الملك تهارقا بن بعانخي، ملك مملكة كوش، والتي هي الآن السودان ومصر، من أعظم ملوك الأسرة الخامسة والعشرين، وأشرس مناور عسكري. وُلِدتً في نَبَتَة في العام 722 قبل الميلاد، وخضت حروباً ضخمة مع الأشوريين ولم أكن قد تجاوزت العشرين من العمر. تمثالي الذي يقف أمامكم الآن قد نجا بأعجوبة من تدمير قوات باسامتيك الثاني لنَبَتَة في العام 591 قبل الميلاد، ربما يمكنكم رؤية آثار التدمير واضحة في التمثال، والذي وجده عالم الآثار الأمريكي جورج رايزنر في إحدى الحفرتين بجبل البركل، والتي قام الكهنة بدفنه فيها بالإضافة إلى بعض التماثيل الأخرى. 

أقف أمامكم الآن بطول ثلاثة أمتار بلونٍ أسود بالكامل ومذهّب قليلاً. أعتقد أن من صنع التمثال هم من أمهر نحاتي ذلك العصر. ربما قد يكونوا هم نفسهم من شيّدوا معبد الكوة. صنعوا هذا التمثال من حجر الجرانيت من الشلالات، لكنه وبعد كل هذه السنوات قام الصدأ الأسود بتغطيته كله، عدا الحذاء والأساور والمئزر والتاج والجفون، فهذه كلها مطلية بطلاء ذهبي. وتمت كتابة اسمي على حزام التمثال، وأيضاً على العمود الخلفي له. وهذا التاج الذي في أعلى رأسي كانت تتقدمه أربع ريشات، لكنها حُطِّمت عمداً كما فعلوا مع أنفي، لأنهم يعلمون أن الأنف هي ما تستقبل به الآلهة أنفاس الحياة. 

دمرت قوات باسامتيك الثاني أيضاً أحد ثعابين الكوبرا في التمثال، والذي يرمز إلى السيطرة على مصر، وهو ما قد يُفسّر ارتكابهم لهذا الشيء، إذ أن المصريون خلال الأسرة السادسة والعشرين لم يقبلوا بسيطرة الفراعنة السود. أمسك في يدي لفافة من ورق البردي، الورق الذي تنازل من أجله  أوزويريس للفراعنة عن الحكم. أسفل التمثال، أدوس على تسعة أقواس مكسّرة، تشير هذه الأقواس إلى أعداء مصر، رغم أن أرض السودان يُطلق عليها أرض الأقواس، وفي هذا إشارة لما مثلته هذه الأرض قديماً من قوة. 

والآن دعوني اعرفكم على فترة حكمي وأفراد أسرتي، إبتدأً بتمثال إبني "أتلانيرسا".